مجالس فيض الفؤاد

يواصل أستاذنا الدكتور حسين إلكر تشينار من خلال مجالس “فيض الفؤاد” التي يقيمها مذ 19 عاما تسليط الضوء على عوالمنا القلبية والروحية.

وانطلاقا من حديث سيد الخلق (عليه الصلاة والسلام) “الدين النصيحة” ومن كلمة الولي الصالح الإمام النقشبندي (قدس الله سره) تلك التي لم تكن تبارح فمه “طريقنا طريق الصحبة” يواصل أستاذنا الدكتور منذ ما يقرب من 18 عاما مجالسه التي يعقدها عقب صلاة عصر أيام السبت دون انقطاع، يقدم خلالها دواء وترياقا يستهدف القلب السليم لعلاج أدوائنا الروحية في ظلال أحاديث وآيات مستقاة من القرآن الكريم والسنة المطهرة. وفي هذه المجالس التي جاءت شفاء للصدور والتي تدور عن تقلباتنا الروحية اليومية، يُسلَط الضوء على العديد من المفاهيم التي تشكِّل لب التصوف معرجة على أصل المحبة كالإخلاص والإحسان والتقوى وأدب الآداب ومحاسن الأخلاق وخدمة الخلق والرضا والتوحيد والعبودية. فضلا عن أن الأحاديث والآيات المتعلقة بالموضوعات المطروحة بين الحين والحين يتم تناولها بالتفسير والتفصيل باعتبارها مسألة علمية، ثم يليها ربط الموضوع بالعبودية من خلال الإخلاص والإحسان، وهذا بهدف ديمومة تذكير أرباب العلم وأولي الأفئدة بأن مسايرة العلم للعرفان لا مناص عنها ولا غنى.

يتبنى أستاذنا الدكتور حسين إلكر تشينار مفهوم تصوف يتخذ من العلمية جوهرا ومن الاستقامة منطلقا ومرجعا مبتعدا تماما عن المظاهر والخرافات ساميا على قيم ركيزة كالإخلاص والأحسان والتتقوى والمحبة وأدب الآداب والخدمة والرضا الإلهي والتوحيد والعبودية ليصلنا كل ذلك منقوعا في بوتقة القرآن والسنة مع إيمان بأن أبواب سعادة الدارين لا يمكن انفراجها إلا من خلال الحفاظ على الموازنة بين العقل والقلب؛ ولا يزال يتكهل عبء تهيئة مفهوم هذا التصوف وتبسيطه وتبليغه ونشره إلى جانب هذه القيم العلوية كافة في كل المحافل العالمية وسائر المجالس الراتبة التي يعقدها. كما أن مجالس “فيض الفؤاد” التي تنعقد في السبت من كل أسبوع ببيت ثقافة المسلمين الأوروبيين (KUDEM) تتواصل ولله الحمد بمحبة وود عميقين لتقديم العبق الروحاني المشتار من روضتي القرآن الكريم والسنة المطهرة إلى أهل الفؤاد وكذلك إلى تلك الأفئدة الظمأى للعودة إلى محتدها بعد أن ضاقت وغشيها موج الحياة المتسارعة كالظلل.

"طريقنا طريق الصحبة"


فضيلة الشيخ النقشبندي (قدس الله سره) توفي عام 791/1389.